١٢٩الإله من له الأمر والنهي ، فلمَّا لم يكن له في الإلهية نظير لم يكن له - (صلى اللّه عليه وسلم) - من الأمر والنهي شيء . ويقال جرَّده - بما عرَّفه وخاطبه - عن كلِّ غيرٍ ونصيب ودعوى ، حيث أخبر أنه ليس له من الأمر شيء ، فإذا لم يَجُزْ أن يكون لسيِّد الأولين والآخرين شيء من الأمر فَمَنْ نزلت رتبتُه عن منزلته فمتى يكون له شيء من الأمر؟ ويقال استأثر ( بِسَتْرِ عباده في حكمه ) فقال أنا الذي أتوب على من أشاء من عبادي وأعذِّب من أشاء ، والعواقب عليك مستورة ، وإنك - يا محمد - لا تدري سرى فيهم . ويقال أقامه في وقتٍ مقاماً فقالت : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّه رَمَى }[ الأنفال : ١٧ ] رمى بقبضة من التراب فأصاب جميع الوجوه ، وقال له في وقت آخر : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ } ثم زاد في البيان فقال :{ وَللّه مَا فِى السَّمَواتِ وَمَا فِى الأَرْضِ } . فإذا كان المُلْك ملكه ، والأمر أمره ، والحكم حكمه - فَمَنْ شاء عذَّبه ، ومن شاء قرَّبه ، ومن شاء هداه ، ومن شاء أغواه . |
﴿ ١٢٩ ﴾