١٥٣اشتملت الآية على جنسين من قبيح ما فعلوه : أحدهما سؤالهم الرؤية والثاني عبادة العجل بعدما ظهرت لهم الآيات الباهرة . فأمّا سؤالهم الرؤية فَذُمُّوا عليه لأنهم اقترحوا عليه ذلك بعد ما قطع عذرهم بإقامة المعجزات ، ثم طلبوا الرؤية لا على وجه التعليم ، أو على موجب التصديق به ، أو على ما تحملهم عليه شدة الاشتياق ، و كل ذلك سوء أدب . الإشارة فيه أيضاً أنْ مَنْ يكتفي بأن يكون العجلُ معبودَه - متى - يسلم له أن يكون الحقُّ مشهودَه؟ ويقال القومُ لم يباشِرْ العرفانُ أسرارَهم فلذلك عكفوا بعقولهم على ما يليق بهم من محدودٍ جوَّزوا أنْ يكون معبودَهم . قوله جلّ ذكره : { وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا } . حجةً ظاهرةً ، بل تفرداً صَانَه من التمثيل والتعطيل . والسلطان المبين التحصيل والتنزيه المانع من التعطيل والتشبيه . ويقال السلطان المبين القوة بسماع الخطاب من غير واسطة . ويقال السلطان المبين لهذه الأمة غداً ، وهو بقاؤهم في حال لقائهم - قال صلى اللّه عليه وسلم : ( لا تضامون في رؤيته ) - في خبر الرؤية . |
﴿ ١٥٣ ﴾