١٥٦مجاوزةُ الحدِّ ضلالٌ ، كما أن النقصانَ والتقاصرَ عن الحقِّ ضلالٌ ، فقومٌ تَقَوَّلُوا على مريم ورموها بالزنا ، وآخرون جاوزوا الحدَّ في تعظيمها فقالوا : ابنُها ابنُ اللّه ، وكلا الطائفتين وقعوا في الضلال . ويقال مريم - رضي اللّه عنها - كانت وليَّةَ اللّه ، فَشَقِيَ بها فرقتان : أهل الإفراط وأهل التفريط . وكذلك كان أولياؤه - سبحانه - فمُنْكِرُهَم يَشْقَى بِتَرْكِ احترامهم ، والذين يعتقدون فيهم ما لا يستوجبونه يَشْقَوْن بالزيادة في إعظامهم ، وعلى هذه الجملة دَرَجَ الأكثرون من الأكابر . |
﴿ ١٥٦ ﴾