١٥-١٦

قوله جلّ ذكره : { يَاأَهْلَ الكِتَابِ قَد جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مَنَ الكِتَابِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ } .

وصف الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - بإظهار بعض ما أخفوه ، وذلك علامة على صدقه؛ إذ لولا صدقه لما عَرَفَ ذلك . ووصفه بالعفو عن كثير من أفعالهم ، وذلك من أمارات خُلُقِه؛ إذ لولا خُلُقُهُ لَمَا فعل ذلك؛ فإظهار ما أبداه دليل عِلْمه ، والعفو عما أخفى برهانِ حِلْمِه .

قوله جلّ ذكره : { قَدْ جَاءَكُمْ مِّنَ اللّه نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِى بِهِ اللّه مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النَّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } .

أنوار التوحيد ظاهرة لكنها لا تغني عند فقد البصيرة ، فمن استخلصه بقديم العناية أخرجه من ظلمات التفرقة إلى ساحات الجمع فامتحى عن سِرِّه شواهد الأغيار ، وذلك نعت كل من وقف على الحجة المثلى .

﴿ ١٥