٦٤

صغَّر سوء قالة الموحِّدين - في اغتياب بعضهم لبعض بعد ما كانوا بالتوحيد قائلين وبالشهادة ناطقين - بالإضافة إلى ما قاله الكفار من سوء القول في اللّه؛ يعني أنهم وإن أساءوا قولاً فلقد كان أسوأ قولاً منهم مَنْ نَسبَنَا إلى ما نحن عنه مُنَزَّهٌ ، وأَطلق في وصفنا ما نحن عنه مُقدَّسٌ .

ثم إن الحق - سبحانه قال : { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا } فلا ريح الصدق يشمون ، ولا نَفَساً من الحقِّ يجدون .

ثم أثنى على نفسه فقال :{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } أي بل قدرته بالغة ومشيئته نافذة ، ونعمته سابغة وإرادته ماضية .

ويقال { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } أي يرفع ويضع ، وينفع ويدفع ، ولا يخلو أحدٌ عن نِعَمِ النفع وإن خلا عن نعم الدفع .

﴿ ٦٤