٦

يعني مَنْ تَقَدَّمَهُم كانوا أشدَّ تمكناً في إمهالنا ، وأكثرَ نصيباً - في الظاهر - من أقوالنا؛ سهَّلنا لهم أسبابَ المعاش ، ووسَّعنا عليهم أبواب الانتعاش ، فحين وَطَّنُوا على كواذب المنى قلوبَهم ، وأدركوا من الدنيا محبوبهم ومطلوبَهم فتحنا عليهم من مكامن التقدير ، وأبرزنا لهم من غوامض الأمور ما فزعوا عليه من النَّدّم ، وذاقوا دونه طعم الألم . ثم أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين ، وأورثناهم مساكنهم ، وأسكناهم أماكنهم ، فلمَّا انخرطوا - في الغيّ - عن سلكهم ، ألحقناهم في الإهلاك بهم ، سُنَّةً منا في الانتقام قضيناها على أعدائنا ، وعادةً في الإكرام أجريناها لأوليائنا .

﴿ ٦