٧٥-٧٩أجرى اللّه - سبحانه - سُنَّتَه ألا يخص بأفضاله ، وجميل صنعه وإقباله - في الغالب من عباده - إلاَّ مَنْ يسمو إليه طَرْفُه بالإجلال ، وأَلاَّ يوضحَ له قَدْرَه بين الأضراب والأشكال؛ فأنصار كلِّ نبي إنما هم ضعفاء وقته ، ويلاحظهم أهل الغفلة بعين الاحتقار ، ولكن ليس الأمر كما تذهب إليه الأوهام ، ولا كما يعتقد فيهم الأنام ، بل الجواهر مستورة في معادتها ، وقيمة المَحَالِّ بساكنيها ، قال قائلهم : وما ضرَّ نصلَ السيف إخلاقُ غمده ... إذا كان غَصْباً حيث وجهته وترا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كم من أشعث أغبر لو أقسم على اللّه لأبرَّه ) . قوله تعالى : { وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } الحيلة تدعو إلى وِفاق الهوى؛ فتستثقل النّفْسُ قولَ الناصحين ، فيخرجون عليهم وكأن الناصحين هم الغائبون ، قال قائلهم : وكم سُقْتُ في آثاركم من نصيحةٍ ... وقد يستفيد البغضة المتنصح |
﴿ ٧٥ ﴾