٢٦

قوله جلّ ذكره : { وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَئَاوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصّرِهِ } .

يُذَكرهم ما كانوا فيه من القِلَّة والذِّلة وصنوف ( . . . ) ثم ما نَقَلَهم إليه من الإِمْكان والبَسْطَة ، ووجوه الأمان والحيطة ، وقَرَّبهم إلى إقامة الشكر على جزيل تلك القِسَم ، وإدامة الحمد على جميل تلك النِّعم ، فمهَّد لهم في ظل أبوابه مقيلاً ، ولم يجعل للعدوِّ إليهم - بيُمْنِ رعايته - سبيلاً .

قوله جلّ ذكره : { وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .

رَزَقَ الأشباحَ والظواهرَ من طيبات الغذاء ، ورزق الأرواح والسرائر من صنوف الضياء . وحقيقة الشكر على هذه النعم الغيبة عنها بالاستغراق في شهود المُنْعم .

﴿ ٢٦