٤٣-٤٤قيل أراه إياهم في نومه صلى اللّه عليه وسلم - بوصف القِلَّة ، وأخبر أصحابه بذلك فازدادوا جسارة عليهم . وقيل أراه في منامه أي في محل نومه أي في عينيه ، فمعناه قللّهم في عينيه؛ لأنهم لو استكثروهم لفشلوا في قتالهم ، ولانكسرت بذلك قلوبُ المسلمين . وفي الجملة أراد اللّه جريانَ ما حصل بينهم من القتال يومَ بدر ، وإنَّ اللّه إذا أراد أمراً هَيَّأ أسبابَه؛ فقلَّلَ الكفارَ في أعين المسلمين فزادوا جسارةً ، وقلَّلَ المسلمين في أعين الكفار فازدادوا - عند نشاطهم إلى القتال - صغراً في حكم اللّه وخسارةً . { واللّه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }[ آل عمران : ١٥٤ ] : وكيف لا؟ ومنه تصدُرُ المقاديرُ ، وإليه تُرْجَع الأمور . ويقال إذا أراد اللّه نصرة عبدٍ فلو كَادَ له جميعُ البشر ، وأراده الكافةُ بكل ضَرَرٍ ، لا ينفع مَنْ شاءَ مَضَرَّتَه كَدٌّ ، ويحصل بينه وبين متاح لطفه به سَدٌّ . وإذا أراد بعبدٍ سوءاً فليس له رَدٌّ ، ولا ينفعه كَدٌّ ، ولا ينعشه بعد ما سقط في حكمه جَهْدٌ . |
﴿ ٤٣ ﴾