٧٢

وَعَدَهُم جميعاً الجنةَ ، ومساكنَ طيبة ، ولا يطيب المَسْكَنُ إلا برؤيةِ المحبوبِ ، وكلُّ مُحِبٍ يطيب مَسْكَنُه برؤية محبوبه ، ولكنهم مختلفون في الهمم؛ فَمِنْ مربوطٍ بحظِّ مردودٍ إلى الخَلْق ، ومِنْ مجذوب بحقِّ موصول بالحق ، وفي الجملة كما يقال :

أجيرانَنَا ما أوحشَ الدارَ بَعْدَكُم ... إذا غِبْتُمُ عنها ونحن حضورُ!

ويقال قومٌ يطيب مسكنُهم بوجودِ عَطَائِه ، وقومٌ يطيب مسكنُهم بشهود لقائه ، وأنشدوا :

وإنِّي لأَهْوى الدارَ لا يستقرُّ لي ... بها الودُّ إلا أَنَّها من دِيارِكا

ثم قال : { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّه أَكْبَرُ } : وأمارةُ أهلِ الرضوانِ وجدانُ طَعْمِه؛ فهم في روْح الأُنْسِ ، وروْح الأنْسِ لا يتقاصر عن راحة دار القُدْس بل هو أتمُّ وأعظم .

﴿ ٧٢