٥إذا جاء القضاءُ لا ينفع الوعظ والحذر؛ فإن النصيحة والحذر لا يزيدان على ما نصح يعقوب ليوسف عليهما السلام ، ولكن لمَّا سبق التقديرُ في أمر يوسف - عليه السلام - حصل ما حصل . ويقال إن يوسف خَالَفَ وصية أبيه في إظهارِ رؤياه إذ لو لم يُظْهِرْها لما كادوا له ، فلا جَرَم بسبب مخالفته لأبيه - وإن كان صبياً صغيراً - لم يَعْرَ مِنَ البلايا . ويقال لما رأى يوسف في منامه ما كان تأويلُه سجودَ الأخوة له رأى ما تعبيره : وسجود أبيه وخالته حيث قال تعالى : { وَالْشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ } ؛ فدخل الإخوة الحَسَدَ أما الأب فلم يدخله إلا بنفسه لِفَرْطِ شفقة الأبوة . ويقال صَدَقَ تعبيره في الإخوة فسجدوا له حيث قال : { وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدَاً }[ يوسف : ١٠٠ ] ولم يسجد الأبُ ولا خالته حيث قال : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ }[ يوسف : ١٠٠ ] فإن يوسفَ صانَهما عن ذلك مراعاةً لحشمة الأبوة . |
﴿ ٥ ﴾