٥أَخْرجْ قومَك بدعوتك من ظلمات شكهم إلى نور اليقين ، ومنْ إشكالِ الجهل إلى رَوْحِ العِلْم . وذَكِّرْهُم بأيام اللّه؛ ما سلف لهم من وقت الميثاق ، وما رفع عنهم من البلاء في سابق أحوالهم . ويقال ذكِّرْهُم بأيام اللّه وهي ما سبق لأرواحهم من الصفوة وتعريف التوحيد قبل حلولها في الأشباح : سقياً لها ولطيبها ولحسنها وبهائها ... أيام لم ( . . . . . . . . . . . . . . . ) ... ويقال ذكِّرْهم بأيام اللّه وهي التي كان العبدُ فيها في كتم العدم ، والحق يتولَّى عباده قبل أن يكون لِلعبادِ فِعْلٌ؛ فلا جُهْدَ للسابقين ، ولا عناءَ ولا تَرْكَ للمقتصدين ، ولا وقع من الظالم لنفسه ظلم . إذ كان متعلق العلم متناول القدرة ، والحكم على الإرادة . . ولم يكن للعبد اختيار في تلك الأيام . قوله : { إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } . { صَبَّارٍ } : راضٍ بحكمه واقف عند كون لذيذ العيش يَسُرُّه . { شَكُورٍ } : محجوبٌ بشهود النِّعم عن استغراقه في ظهور حقه . . . هذا واقفٌ مع صبره وهذا واقف مع شكره ، وكلٌّ مُلْزَمٌ بحده وقَدْرِه : واللّه غالب على أمره ، مقدّسٌ في نَفْسِه مُتعزَّزٌ بجلال قُدْسِه . |
﴿ ٥ ﴾