١٠قوله جلّ ذكره : { قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى اللّه شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ والأََرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَِّخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } . استفهام والمراد منه توبيخ ونفي . سبحانه لا يتحرك نَفَسٌ إلا بتصريفه . وكيف يبصر جلالَ قَدْرِهِ إلا من كَحَّله بنور بِرِّه؟ ثم قال : { يَدعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ } : ليس العجب ممن تكلف لسيده المشاق وتحمل ما لا يطاق ، وأَلاَّ يهربَ من خدمةٍ أو يجنحَ إلى راحة . . إنما العَجَبُ من سيدٍ عزيزٍ كريمٍ يدعو عَبْدَه ليغفرَ له وقد أخطأ ، ويعاملَه بالإحسان وقد جفا . والذي لا يَكُفُّ عن العناد ، ولا يؤثر رضَاءَ سيده على راحة نفسه لا يُحْمَلُ هذا إلا على قِسمةٍ بالشقاء سابقة . . وإن أحكام اللّه بردِّه صادقة . ثم أخبر أنهم قالوا ِرُسلُهِم : قوله جلّ ذكره : { قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } . نظروا إلى الرسل من ظواهرهم ، ولم يعرفوا سرائرهم ، ومالوا إلى تقليد أسلافهم ، وأصروا على ما اعتادوه من شقاقهم وخلافهم . |
﴿ ١٠ ﴾