١٤

مَنْ ساعَدَتْه العنايةُ الأزليةُ حِفظَ عند معاملاته مما يكون وبالاً عليه يوم حسابه ، ومَنْ أبلاه بحْكْمِه رَدَّه وأهمْهَلَه ، ثم تركه وعَمَلَه ، فإذا استوفى أَجَلَه عرف ما ضيَّعَه وأهمله ، ويومئذ يُحْكُمِه في حالِ نفسه ، وهو لا محالةَ يحكم بنفسه باستحقاقه لعذابه عندما يتحقق من قبيح أعماله . . . فكم من حسرةٍ يتجرَّعُها ، وكم من خيبةٍ يتلقَّاها!

ويقال مَنْ حَاسَبَه بكتابه فكتابةُ مُلازِمُه في حسابه فيقول : رَبِّ : لا تحاسبني بكتابي . . ولكن حاسِبْنِي بما قلتَ : إِنَّكَ غافرُ الذَّنْبِ وقابلُ التوبِ . . لا تعاملني بمقتضى كتابي : ففيه بواري وهلاكي .

﴿ ١٤