٣٠-٣١

قوله جلّ ذكره : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هَذَا القُرْءَانَ مَهْجُوراً } .

شكا إلى اللّه منهم ، وتلك سنَّةُ المرسلين؛ أخبر اللّه عن يعقوب - عليه السلام - أنه قال : { إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّى وَحُزْنِى إِلَى اللّه }[ يوسف : ٨٦ ] فَمنْ شكا من اللّه فهو جاحد ، ومنْ شكا إلىللّه فهو عارف واجد .

ثم إنه أخبر أنه لم يُخْلِ نبياً من أنبيائه صلوات اللّه عليهم إلا سلَّطَ عليه عَدُّواً في وقته ، إلا أنَّه لم يغادِرْ من أعدائِهم أحداً ، وأذاقهم وبالَ ما استوجبوه على كفرهم وغَيَّهم قوله جلّ ذكره : { وَكَفَى بِرَبِكَ هَادِياً وَنَصِيراً } .

كفى بربك اليوم هادياً إلى معرفته ، وغداً نصيراً على رؤيته .

ويقال آخر فتنة للمؤمنين ما ورد في الخبر : ( أن كل أمة ترى في القيامة الصنم الذي عبدوه يتبعونه فيحشرون إلى النار ، فيُلْقَوْن فيها ويبقى المؤمنون ، فيقال لهم : ما وقفكم؟ فيقولون : إنهم رأوا معبودهم فتبعوه ونحن لم نرَ معبودنا! فيقال لهم : ولو رأيتموه . . . فهل تعرفونه؟ فيقولون : نعم . فيقال لهم : بِمَ تعرفونه؟ فيقولون : بيننا وبينه علامة . فيريهم شيئاً في صورة شخص فيقول لهم : أنا معبودكم . فيقولون : معاذ اللّه . . . نعوذ باللّه منك! ما عبدناك . فيتجلَّى الحقُّ لهم فَيَسجدون له ) .

﴿ ٣٠