٤

قوله جلّ ذكره : { مَّا جَعَلَ اللّه لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِ } .

القلبُ إذا اشتغل بشيء شُغِلَ عما سواه ، فالمشتغلُ بما مِنَ العَدَم منفصلٌ عمن له القِدَمُ ، والمتصل بقلبه بمن نعته القِدَم مشتغلٌ عمَّا من العدَم . . والَليل والنهار لا يجتمعان ، والغيبُ والغيرُ لا يلتقيان .

{ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ الَّئِى تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُم ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ } .

اللائي تظاهرتم منهن لَسْنَ أمهاتكم ، والذين تبنيتم ليسوا بأبنائكم ، وإن الذي صرتم إليه من افترائكم ، وما نسبتم إلينا من آرائكم فذلك مردودٌ عليكم ، غيرُ مقبولٍ منكم ، وإن أمسكتم عنه بعد البيان نجوتم ، وإن تمادَيتم بعد ما أعْلِمْتم . أطلت المحنةُ عليكم .

﴿ ٤