٩

ذكرُ نعمة اللّه مُقابَلَتُها بالشكر ، ولو تذكرتَ ما دَفَعَ عنك فيما سَلَفَ لهانت عليك مقاساةُ البلاءِ في الحال ، ولو تذكرتَ ما أولاكَ في الماضي لَقَرُبَتْ من قلبك الثقةُ في إيصال ما تؤمِّلُه في المستقبل .

ومن جملة ما ذكَّرهم به : { إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ } كم بلاءٍ صَرَفَه عن العبدِ وهو لم يشعر! وكم شُغْلٍ كان يقصده فصَدَّه ولم يعلم! وكم أمرٍ عَوَّقَه والعبدُ يَضِجُّ وهو - ( سبحانه ) - يعلم - أَن في تيسيره له هلاكَ العبد فمَنَعَه منه رحمةً به ، والعبدُ يتَّهِمُ ويضيق صَدْرُه بذلك!

﴿ ٩