١٨-١٩

كان داود يُسَبِّح ، والجبالُ تُسَبِّح ، وكان داود يفهم تسبيحَ الجبالِ على وجهِ تخصيصٍ له بالكرامة والمعجزة .

وكذلك الطير كانت تجتمع له فتسبِّح اللّه ، وداود كان يعرف تسبيحَ الطير؛ وكلُّ مَنْ تَحقَّقَ بحاله ساعَدَه كلُّ شيءٍ كان بقُرْبِه ، ويصير غيرُ جِنْسِه بحُكْمِه ، وفي معناه أنشدوا :

رُبَّ ورقاءَ هتوفِ بالضُّحى ... ذات شجوٍ صَرَخَتْ في فَنَنِ

ذَكَرَتْ إلفاً ودهراً صالحاً ... وبَكَتْ شوقاً فهاجَتْ حَزَني

فبُكائي رُبَّما أَرَّقَها ... وبكاها ربما أَرَّقني

ولقد تشكو فما أفهمها ... ولقد أشكو فما تفهمني

وغير أني بالجوى أعرفها ... وهي أيضاً باجوى تعرفني

﴿ ١٩