٥٣التسمية ( بيا عبادي ) مَدْحٌ ، والوصفُ بأنهم ( أسرفوا ) ذَمٌ . فلمَّا قال : { يَاعِبَادِىَ } طمع المطيعون في أن يكونوا هم المقصودين بالآية ، فرفعوا رؤوسَهم ، ونكَّسَ العُصَاةُ رؤوسَهم وقالوا : مَنْ نحن . . . حتى يقول لنا هذا؟! فقال تعالى : { الَّذِينَ أَسْرَفُواْ } فانقلب الحالُ؛ فهؤلاء الذين نكَّسوا رؤوسهم انتعشوا وزالت ذِلَّتُههُم ، والذين رفعوا رؤوسَهم أطرقوا وزالت صَوْلَتُهم . ثم أزال الأُعجوبةَ عن القسمة بما قَوي رجاءَهم بقوله : { عَلَى أَنفُسِهِمْ } يعني إنْ أَسْرَفْتَ فعلى نَفْسِكَ أسرفت . { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللّه } : بعد ما قطعْتَ اختلافَك إلى بابنا فلا ترفَعْ قلبك عَنَّا . { إِنَّ اللّه يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً } الألف واللام في ( الذنوب ) للاستغراق والعموم ، والذنوب جمع ذنب ، وجاءت ( جميعاً ) للتأكيد؛ فكأنه قال : أَغْفِرُ ولا أترك ، أعفوا ولا أُبْقِي . ويقال إنْ كانت لكم جِناية كثيرة عميمة فلي بشأنكم عناية قديمة . |
﴿ ٥٣ ﴾