١٣

قوله جلّ ذكره : { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .

{ جَمِيعاً مِّنْهُ } : كلُّ ماخَلَقَ من وجوه الانتفاع بها - كلُّه منه سبحانه؛ فما من شيءٍ من الأعيان الظاهرة إلاّ - ومن وجهٍ - للأنسان به انتفاع . . . وكلها منه سبحانه؛ فالسماءُ لهم بناء ، ولأرضُ لهم مهاد . . . إلى غير ذلك . ومِنَ الغَبْنِ أن يستسخرَك ما هو مُسَخَّرٌ لك! وَلْيتأملْ العبدُ كلَّ شيءٍ . . كيف إنْ كان خَلَلٌ في شيءٍ منها ماذا يمكن أن يكون؟! فلولا الشمسُ . . كيف كان يمكن أن يتصرَّف في النهار؟ ولم لم يكن الليلُ كيف كان يسكن بالليل . ؟ولو لم يكن القمر . . كيف كان يهتدي إلا الحساب والآجال؟ . . . إلى غير ذلك من جميع المخلوقات .

﴿ ١٣