٤

قوله جلّ ذكره : { هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ } السكينةُ ما يسكن إليه القلبُ من البصائر والحُجَج ، فيرتقي القلبُ بوجودِها عن حدِّ الفكرة إلى رَوْحِ اليقين وثَلَج الفؤاد ، فتصير العلومُ ضروريةٌ . . . وهذا للخواصَّ .

فأمّا عوامُّ المسلمين فالمرادُ منها : السكون والطمأنينة ُواليقين .

ويقال : من أوصافِ القلب في اليقين المعارف والبصائر والسكينة .

وفي التفاسير : السكينة ريح هفَّافة . وقالوا : لها وجهٌ كوجه الإنسان .

وقيل لها جناحان .

{ لِيَزْدَادُواْ إِيَماناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } .

أي يقيناً مع يقينهم وسكوناً مع سكونهم . تطلع أقمارُ عين اليقين على نجوم علم اليقين ، ثم تطلع شمسُ حقِّ اليقين على بَدْرِ عين اليقين .

{ وَللّه جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّه عَلِيماً حَكِيماً } .

{ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }

وقيل : هي جميع القلوب الدالَّةِ على وحدانية اللّه .

ويقال : مُلْكُ السمواتِ والأَرضِ وما به من قوىً تقهر أعداءَ اللّه .

ويقال : هم أنصارُ دينه .

ويقال : ما سلَّطه الحقُّ على شيءٍ فهو من جنوده ، سواء سلَّطَه على ولِّيه في الشدة والرخاء ، أو سلَّطَه على عدوِّه في الراحة والبلاء .

﴿ ٤