١٠قوله جلّ ذكره : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّه لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } إيقاعُ الصلح بين المتخاصمين مِنْ أوْكَد عزائم الدِّين . وإذا كان ذلك واجباً فإنه يدل على عِظَمِ وِزْرِ الواشي والنَّمام؛ والمصْدَرِ في إفساد ذات البَيْن . ( ويقال إنما يتم ذلك بتسوية القلب مع اللّه فإن اللّه إذا علم صِدْق هِمةِ عبدٍ في إصلاح ذات البيْن ) فإنه يرفع عنهم تلك العصبيَّة . فأما شرط الأخوة : فمِنْ حقِّ الأُخُوةِ في الدِّين إلا تُحُوِجَ أخاك إلى الاستعانة بك أو التماس النصرة عنك ، وألا تُقصِّر في تَفَقُّدِ أحواله بحيث يشكل عليك موضع حاجته فيحتاج إلى مساءلتك . ومن حقِّه ألا تُلْجِئَه إلى الاعتذار لك بل تبسط عُذْرَه؛ فإنْ أُشْكِل عليكَ وَجْهُه عُدْت باللائمة على نفسك في خفاء عُذْرِه عليك ومن حقه أنْ تتوبَ عنه إذا أذْنَبَ ، وتَعودَه إذا مرض . وإذا أشار عليك بشيءٍ فلا تُطَالِبْه بالدليل عليه وإبراز الحُجَّة - كما قالوا : إذا اسْتَنْجِدُوا لم يسألوا مَنْ دعاهم ... لأيَّةِ حَرْبٍ أم لأي مكان ومِنْ حقِّه أَنْ تَحفَظَ عَهْدَه القديم ، وأَنْ تُراعِيَ حقَّه في أهله المتصلين به في المشهد المغيب ، وفي حال الحياة وبعد الممات - كما قيل : وخليل إن لم يكن ... منصفاً كُنْتَ منصفا تتحسَّى له الأمَرَّ ... يْن وكُنْ ملاطفا إنْ يَقُل لكَ استوِ احترفْ ... ت رضًى لا تكلُّفا |
﴿ ١٠ ﴾