١٨{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونُ } : أخبر عنهم أنهم - مع تهجدهم ودُعائهم - يُنْزِلون انفسَهِم في الأخار منزلةَ العاصين ، فيستغفرون استصغاراً لِقدْرِهم ، واستحقاراً لِفِعْلهم . والليلُ . . . للأحباب في أُنْس المناجاة ، وللعصاة في طلب النجاة . والسهرُ لهم في ليلايهم دائماً؛ إمّا لفَرْظِ أَسَفٍ أولِشدَّةِ لَهَفٍ ، وإمَّا لاشتياقٍ أو لفراقٍ - كما قالوا : كم ليلةٍ فيك لا صباحَ لها ... افنْيَتُهَا قابضاً على كبدي قد غُصَّت العينُ بالدموعِ وقد ... وَضَعْتُ خدي على بنان يدي وإمّ لكمال أُنْسٍ وطيب روح - كما قالوا : سقى اللّه عيشاً قصيراً مضى ... زمانَ الهوى في الصبا والمجون لياليه تحكي انسدادَ لحاظٍ ... لَعْينِيَ عند ارتداد الجفون |
﴿ ١٨ ﴾