٨-٩{ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } . دنا جبريلُ من محمدٍ عليه السلام . فتدلَّى جبريلُ : أي نَزَلَ من العُلُوِّ إلى محمد . وقيل :( تدلَّى ) تفيد الزيادةَ في القُرْب ، وأَنَّ محمداً عليه السلام هو الذي دنا من ربِّه دُنُوَّ كرامة ، وأَنَّ التدلِّى هنا معناها السجود . ويقال : دنا محمدٌ من ربِّه بما أُودِعَ من لطائفِ المعرفة وزوائِدها ، فتدلَّى بسكون قلبه إلى ما أدناه . { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } : فكان جبريل - وهو في صورته التي هو عليها - من محمد صلى اللّه عليه وسلم بحيث كان بينهما قَدْرُ قوسين أو أدنى . ويقال : كان بينه - صلى اللّه عليه وسلم - وبين اللّه قَدْر قوسين : أراد به دُنُوَّ كرامة لا دُنُوَّ مسافة . ويقال : كان من عادتهم إذا أرادوا تحقيقَ الأُلْفَةِ بينهم إِلصاقُ أحدِهم قوسَه بقوس صاحبه عبارةً عن عقد الموالاة بينهما ، وأنزل اللّه - سبحانه - هذا الخطابَ على مقتضى معهودهم . ثم رفع اللّه هذا فقال : { أَوْ أَدْنَى } أي بل أدنى . |
﴿ ٨ ﴾