٣-٤قوله جلّ ذكره : { خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ } . { الإِنْسَانَ } : ها هنا مجَنْسُ الناس؛ عَلَّمَهم البيانَ حتى صاروا مُمَيزَّين - فانفصلوا بالبيان عن جميع الحيوان . وعَلَّمَ كُلَّ قومٍ لسانَهم الذي يتكلمون ويتخاطبون به . والبيانُ ما به تبينُ المعاني - وشَرْحُه في مسائل الأصول . ويقال : لمَّا قال أهلُ مكة إنما يُعلِّمه بَشَرٌ ردَّ اللّه - سبحانه- عليهم وقال : بل عَلَّمَه اللّه؛ فالإنسانُ على هذا القول هو محمد صلى اللّه عليه وسلم . وقيل هو آدم عليه السلام . ويقال : البيان الذي خُصَّ به الإنسان ( عموماً ) يعرِفُ به كيفيةَ مخاطبةِ الأغيار من الامثال والأشكال . وأمَّا أهل الإيمان والمعرفة فبيانُهم هو عِلْمُهم كيفيةَ مخاطبةِ مولاهم - وبيانُ العبيدِ مع الحقِّ مختلفٌ : فقومٌ يخاطِبونه بلسانهم ، وقومٌ بأنفاسهم ، وقوم بدموعهم : دموعُ الفتى عمَّا يحسُّ تترجمُ ... وأشواقه تبدين ما هو يكتم وقومُ بأنينهم وحنينهم : قُلْ لي بألسنة التنفُّس كيف أنت وكيف حالك؟ |
﴿ ٣ ﴾