٣{ الأول } : لاستحقاقه صفة القِدَم ، و { الآخرِ } لاستحالة نعت العدَم . و { الظاهر } : بالعلو والرفعة ، و { الباطن } : بالعلم والحكمة . ويقال : { الأول } فلا افتتاحَ لوجوده و { الآخر } فلا انقطاعَ لثبوته . { الظاهر } فلا خفاءَ في جلال عِزِّه ، { الباطن } فلا سبيل إلى إدراك حقِّه . ويقال { الأول } بلا ابتداء ، و { الآخِر } بلا انتهاء ، و { الظاهر } بلا خفاء ، و { الباطن } بنعت العلاء وعِزِّ الكبرياء . ويقال { الأول } بالعناية ، { والآخر } بالهداية ، و { الظاهر } بالرعاية ، و { الباطن } بالولاية . ويقال : { الأول } بالخَلْق ، و { الآخِر } بالرزق ، و { الظاهر } بالإحياء ، و { الباطن } بالإماتة والإفناء . قال تعالى : { اللّه خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ }[ الروم : ٤٠ ] . ويقال : { الأول } لا بزمان ، و { الآخر } لا بأوان ، و { الظاهر } بلا اقتراب ، و { الباطن } بلا احتجاب . ويقال : { الأول } بالوصلة ، و { الآخر } بالخلّة ، و { الظاهر } بالأدلة ، و { الباطن } بالبعد عن مشابهة الجملة . ويقال : { الأول } بالتعريف ، و { والآخر } بالتكليف ، و { والظاهر } بالتشريف و { والباطن } بالتخفيف . ويقال : { الأول } بالإعلام ، { والآخر } بالإلزام ، { والظاهر } بالإنعام { والباطن } بالإكرام . ويقال : { الأول } بأن اصطفاك { والآخر } بأن هداك ، { والظاهر } بأن رعاك ، { والباطن } بأن كفاك . ويقال : مَنْ كان الغالبُ عليه اسمه { الأول } كانت فكرته في حديثِ سابقته : بماذا سمَّاه مولاه؟ وما الذي أجرى له في سابق حُكْمه؟ أبسعادته أم بشقائه؟ ومَنْ كان الغالبُ على قلبه اسمه { الآخِر } كانت فكرته فيه : بماذا يختم له حالَه؟ وإلام يصير مآلُه؟ أَعَلى التوحيد يَخْرُجُ من دنياه أو - والعياذُ باللّه - في النارِ غداً - مثواه؟ ومَن كان الغالبُ عل قلبه اسمُه { الظاهر } فاشتغاله بشكر ما يجرى في الحال من توفيق الإحسان وتحقيق الإيمان وجميل الكفاية وحُسْنِ الرعاية . ومَنْ كان الغلبُ على قلبه اسمه { الباطن } كانت فكرتُه في استبهام أمره عليه فيتعثَّر ولا يدري . . . أَفَضْلٌ ما يعامله به ربُّ أم مَكْرٌ ما يستدرجه به ربُّه؟ ويقال : { الأول } علم ما يفعله عبادُه ولم يمنعه عِلْمُه من تعريفهم ، { والآخِر } رأى ما عَمِلوا ولم يمنعه ذلك من غفرانهم { والظاهر } ليس يَخْفَى عليه شيءٌ من شأنهم ، وليس يَدَعُ شيئاً من إحسانهم { والباطن } يعلم ما ليس لهم به عِلْمٌ من خسرانهم ونقصانهم فيدفع عنهم فنونَ مَحَنهم وأحزانهم . |
﴿ ٣ ﴾