٦٤وقوله: (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (٦٤) يعني: من بعد القبول. دل هذا على: أَنهم كانوا قَبِلوا ذلك مرة، قبل أَن يأْتيهم موسى - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بها؛ فلما أَتاهم - ورأَوا التشديد، والمشقة- أَبوا قبولها، وتركوا العمل بما فيها من الأَحكام والشرائع؛ فخُوِّفُوا برفع الجبل فوقهم؛ فقبلوا ذلك، واللّه أعلم. وقوله: {فَلَوْلَا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. يحتمل وجوهًا: قيل: فضل اللّه عليكم الإسلام ورحمته: القرآن. وقيل: فضل اللّه عليكم بمُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -، بعث إليكم رسولًا؛ ليجمعكم، ويؤلف بينكم، ويدعوكم إلى دين اللّه الحق، بعد ما كنتم في فترة من الرسل، وانقطاع من الدِّين والعمل. ويحتمل: فضل اللّه عليكم؛ لما أَنجا آباءَكم من العذاب، ولم يرسل عليهم الجبل، وإلا ما توالدتم أَنتم. وقيل: فضل اللّه عليكم؛ لما أَعطاهم التوراة، ووفقهم على قبولها، وإلا كنتم من الخاسرين. وبعضه قريب من بعض. |
﴿ ٦٤ ﴾