١١٦وقوله {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللّه وَلَدًا سُبْحَانَهُ}. فيه تنزيه، نزه به نفسه عما قالوا فيه بما لا يليق، ورد عليهم. ومعناه - واللّه أعلم -: أَنَّ اتخاذ الولد، والتبني -في الشاهد- إنما يكون لأَحد وجوه ثلاثة تحوجه إلى ذلك: إما لشهوات تغلبه؛ فيقضيها به. وإما لوحشة تأْخذه؛ فيحتاج إلى من يستأْنس به. أَو لدفع عدو يقهره؛ فيحتاج إلى من يستنصر به ويستغيث. فإذا كان اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - يتعالى عن أَن تمسه حاجة، أَو تأْخذه وحشة، أَو يقهره عدو، فلأَي شيء يتخذ ولدًا؟!. وقوله: {بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. رد على ما قالوا: بأن من ملك السماوات وما فيها، وملك الأَرض وما فيها - لا تمسه حاجة، ولا يقهره عدو؛ إذ كل ذلك ملك له، يجري فيهم تقديره، ويمضي عليهم أَمره وتدبيره، وإنما يرغب إلى مثله إذا اعترض له شيء مما ذكرنا، تعالى اللّه عما يقول الظالمون علوا كبيرًا. فإن عورض بالخلة، قيل: إِن الخلة تقع على غير جوهرِ مَنْ منه الخلة، والولدُ لا |
﴿ ١١٦ ﴾