١٢٩

وقوله: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ (١٢٩)

يحتمل وجوهًا:

يحتمل {رَسُولًا مِنْهُمْ}: من المسلمين؛ لأَنه أَخبر أَن عهده لا يناله الظالم.

ويحتمل {رَسُولًا مِنْهُمْ}: من جنسهم، من البشر؛ لأنه أَقرب إلى المعرفة والصدق ممن كان من غير جنسهم، كقوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا. . .} الآية.

ويحتمل {رَسُولًا مِنْهُمْ}: أي من قومهم، ومن جنسهم، وبلسانهم، لا من غيرهم، ولا بغير لسانهم - واللّه أعلم - كقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ}.

وقوله: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ}.

قيل: الآيات هي الحجج.

وقيل: الآيات هي الدِّين.

ويحتمل: يدعوهم إلى توحيدك، واللّه أعلم.

وقوله: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}.

يعني القرآن: ما أَمرهم به، ونهاهم عنه، ونحو ذلك.

وقوله: {وَالْحِكْمَةَ} أن فيه تكلف المعاش؛ ولهذا ما لا يقضي في كل مكان.

* * *

﴿ ١٢٩