٢٧٦

وقوله تعالى: (يَمْحَقُ اللّه الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّه لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (٢٧٦)

قيل: {يَمْحَقُ اللّه}: يهلك.

وقيل: {يَمْحَقُ}: يبطل.

ولكن أصل " المحق " هو رفع البركة؛ وذلك أن الناس يقصدون بجمع الأموال والشح عليها، لينتفع أولادهم من بعدهم إشفاقًا عليهم، وكذلك يمتنعون من التصدق على الناس. فأخبر اللّه تعالى: أن الأموال التي جمعت من جهة الربا ألا ينتفع أولادهم بها، وهو الأمر الظاهر في الناس. وأخبر أن الصدقات التي لا يمتنعون من الإنفاق عنها يربى ويخلف أولادهم إذا تصدقوا، ويمحق الربا ويرفع البركة عنها؛ حتى لا ينتفع أولادهم بها. وهو ما رُويَ عن رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: " كل متبايعين بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما فيه، وإن كذبا وكتما محقت عنهما البركة ".

﴿ ٢٧٦