١١٩

وقوله: (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ (١١٩) من قال: إن أول الآية في المنافقين فهذا يدل له ويشهد؛ لأنه قال: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا. .} الآية. يقول: ها أنتم يا هَؤُلَاءِ المسلمون تحبونهم -يعني: المنافقين- ولا يحبونكم على دينكم.

قال الشيخ - رحمه اللّه -: وفي الآية بيان أن أُولَئِكَ قوم يحبهم المؤمنون، إمّا بظاهر الإيمان أو بظاهر الحال، منهم من طلب مودتهم، فأطلع اللّه المؤمنين على سرهم؛ لئلا يغتروا بظاهرهم، وليكون حجة لهم ولرسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بما أطلعه اللّه على ما أسروا، واللّه أعلم.

ومن قال: إن أوّل الآية في الكفار - يجعل قوله: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} على الابتداء، والقطع من الأول؛ لأنه وصفهم بصفة المنافقين، ووسمهم بسمتهم وليس في الأول ذلك.

وقوله: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}

هو على التمثيل، يقال عند شدة الغضب: فلان يعض أنامله على فلان، وذلك إذا بلغ الغضب غايته.

قال الشيخ - رحمه اللّه - في قوله: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}: إنما كان يغيظهم ما كان للمسلمين من السعة، والنصر، والتكثر، والعز؛ فيكون في ذلك دعاء لهم بتمام ذلك، حتى لا يروا فيهم الغير، واللّه أعلم.

وفي حرف حفصة: " قل موتوا بغيظكم لن تضرونا شيئًا إن اللّه عليم بذات الصدور " على الوعيد.

﴿ ١١٩