١٠٢

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {ذَلِكُمُ اللّه رَبُّكُمْ}

أي: ابتدع خلق السماوات والأرض، وما ذكر من أنواع المنن والنعم التي أنعمها عليهم؛ من نحو: ما جعل لهم من النجوم؛ ليهتدوا بها في الظلمات، وما ذكر أنه أنشأهم من نفس واحدة، وما ذكر من إنزال الماء من السماء، وإخراج ما أخرج به من النبات والثمار والحبوب والأعناب، وغير ذلك من عجيب حكمته، ذلك كله باللّه الذي {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}، منشئ ذلك كله.

{فَاعْبُدُوهُ} أي: إليه وجهوا شكر نعمه، ولا توجهوا إلى غيره، قال الكيساني: بديع السماوات والأرض، وبادع السماوات والأرض واحد؛ كما يقال: عليم وعالم، و (بدع) و (ابتدع): بمعنى واحد.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هو مثل قوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

﴿ ١٠٢