٧١وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ... (٧١) قَالَ بَعْضُهُمْ: الرجس: العذاب، أي قد وجب عليكم العذاب بتكذيبكم هودًا، وتقليدكم آباءكم في عبادتكم غير اللّه، {وَغَضَبٌ}: وهو العذاب أيضا. وجائز: أن يكون الرجس هاهنا الخذلان، وحرمان التوفيق والمعونة، أي: قد وقع عليكم ووجب الخذلان، وحرمان التوفيق باختياركم ما اخترتم. وقَالَ بَعْضُهُمْ: الرجس: هو الإئم والخبث؛ كقوله - تعالى -: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}، وقوله: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} وقوله: " اللّهم إني أعوذ بك من الرجس " النجس الخبيث المخبث من الشيطان الرجيم ". وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا}. ومجادلتهم ما قالوا: {أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّه وَحْدَهُ} ويحتمل في {أَشمَآ} أي: بأسماء سميتموها. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {مَا نَزَّلَ اللّه بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}. قيل: حجة، أي: لم ينزل لهم حجة في عبادتهم غير اللّه. وقيل: السلطان هاهنا عذر، أي: لم ينزل لهم عذرًا في ذلك. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَانْتَظِرُوا}. أي: انتظروا أنتم وعد الشيطان. {إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} وعد الرحمن. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {مَا نَزَّلَ اللّه بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} أي: من حجة في تسميتهم الأصنام التي عبدوها دون اللّه ما سموها آلهة وشفعاء ونحوه، كأنهم إنما جادلوه في تسميتهم آلهة وشفعاء، وأنْ ليس لهم حجة ولا عذر في عبادتهم غير اللّه، ولا في إشراكهم غيره في العبادة والألوهية. {فَانْتَظِرُوا}: قال الحسن: انتظروا أنتم مواعد الشيطان، {إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}: لمواعد اللّه. |
﴿ ٧١ ﴾