٨١

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (٨١) الإسراف: هو الإكثار من الشيء، والمجاوزة عن الحد؛ كقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، القتر: هو التضييق، والإسراف: هو الإكثار، حيث قال:

 {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، فإذا كان الإسراف هو الإكثار من الشيء، فكأن لوطا سماهم مسرفين لما أكثروا من ذلك النوع من الفواحش، وجاوزوا الحد، واللّه أعلم.

ويحتمل قوله: {قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} وجوهًا ثلاثة:

أحدها: ما ذكرنا من إكثار الفعل.

والثاني: مسرفون؛ لما ضيعوا ما أنعم اللّه عليهم؛ حيث أعطى لهم الأزواج فضلًا منه ونعمة، حيث أخبر: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} وكقوله: {وَاللّه جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} ونحوه منَّ جلَّ وعلا بما جعل لهم من الأزواج، ثم هم لم يشكروه على ما أنعم عليهم، بل ضيعوها، وجعلوها في غير ما جعل هو لهم، فذلك إسراف منهم.

والثالث: الإسراف: هو المجاوزة عن الحد الذي جعل لهم، فنهم قد جاوزوه.

﴿ ٨١