٩٠

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ... (٩٠)

قد ذكرنا أن الملأ هم كبراؤهم وسادتهم، يقولون للأتباع والسفلة: {لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ}.

قال أبو بكر: لجاهلون،

ثم يحتمل قوله: {إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} وجوهًا:

أحدها: أن شعيبًا كان يحذر قومه بالتطفيف في الكيل والوزن، ويأمرهم بوفاء حقوق الناس، بقوله: فأوفوا الكيل ولا تكونوا كذا. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}، فيقول الكبراء والرؤساء للسفلة: لئن اتبعتم شعيبًا في دينه وما يأمركم به من وفاء الحق للناس، فإنكم إذًا لخاسرون للأرباح.

والثاني: أنه كان يحذرهم ويمنعهم عن عبادة الأصنام والأوثان، ويدعوهم إلى عبادة اللّه، ويرغبهم في ذلك، وهم كانوا يعبدون تلك الأصنام لتقربهم عبادتهم إياها إلى اللّه زلفى، وتكون لهم شفعاء في الآخرة، فقالوا: لئن اتبعتم شعيبًا فيما يدعوكم إليه وينهاكم عنه، لكنتم من الخاسرين، لا شفعاء لكم في الآخرة.

والثالث: أنهم كانوا يوعدون شعيبًا بالإخراج بقولهم: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ} فقالوا: {لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا} وهو يخرج لا محالة فتخرجون أنتم فصرتم من الخاسرين، واللّه أعلم.

﴿ ٩٠