١٨٣

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣)

أي: كيدوه أنتم وأمهلهم وأكيد لهم؛ كقوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا. . .) الآية. فيخرج قوله: {وَأَكِيدُ كَيْدًا}، مخرج جزاء كيدهم؛ وكذلك قوله: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا}، أي: جزيناهم جزاء مكرهم؛ وكذلك قوله: {سَنمَنتَذ جهُم}، أي: نجزيهم جزاء استدراج وما هو عندهم كيد، وكذلك نفعل بهم ما هو عندهم مكر وخداع، وإن لم يكن من اللّه مكر وخداع؛ كقوله: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، أي: إعادة الشيء عندع أهون من الابئ اء، وإنى شت الإعادة والابتداء أسواء على اللّه؛، فعلى ذلك قوله: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ}، {كَيْدِي مَتِينٌ} ونحوه، أي: نفعل بكم ما هو استدراج وكيد عندكم، واللّه أعلم.

ودل قوله: {وَأُمْلِي لَهُمْ} وعلى أنه لم ينشئهم لحاجة له إليهم، أو لمنفعة له فيهم، ولكن أنشأهم لحوائج أنفسهم، ولمنافع ترجع إليهم، حتى إن عملوا نفعوا أنفسهم، وإن تركوا ضروا أنفسهم.

-

وقوله: {مَتِينٌ}.

قيل: شديد، أي: عقوبتي شديدة، والمتين: هو المحكم القوي.

﴿ ١٨٣