٥١

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٥١)

ذكر تقديم اليد، وإن كان الكفر من عمل القلب؛ لما باليد يقدم في العرف.

وقوله: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.

في الآية دلالة الرد على المجبرة؛ لأنهم لا يجعلون للعبيد في أفعالهم صنعًا، يجعلون حقيقة الأفعال للّه، وذكر {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ}، فلو لم يكن لهم صنع، لم يكن لقوله: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} معنى، وكذلك قوله: {وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}، فلو لم يكن لهم حقيقة الفعل، لكان الئعذيب ظلمًا؛ دل أن لهم فعلا، واللّه أعلم.

قوله: {لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.

فيما شرع من القتال، والإهلاك، والتعذيب في الآخرة؛ لأنه مكن لهم ما يكسبون به النجاة والحياة الدائمة، فما لحقهم مما ذكر، إنما كان باكتسابهم واختيارهم.

﴿ ٥١