١٥

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّه عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٥)

هذا يحتمل -أيضًا- وجهين:

يذهب الغيظ الذي كان في قلوبهم بتكذيبهم رسول اللّه وكفرهم بآيات اللّه بإسلامهم يسلمون فيكونون إخوانًا.

أو يقتلون ويهلكون فيذهب عنهم الغضب الذي كانوا غضبوا عليهم بالذي ذكرنا.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَيَتُوبُ اللّه عَلَى مَنْ يَشَاءُ} أي: من شاء عذب، ومن شاء تاب عليه.

وفي الآية دلالة الرد على المعتزلة؛ لأنهم يقولون: شاء أن يتوب على جميع الكفرة، لكنهم لا يتوبون، فأخبر أنه يعذب بعضًا ويتوب على بعض، فإنما شاء أن يعذب غير الذي شاء أن يتوب عليه وشاء أن يتوب على غير الذي شاء أن يعذبه.

 {وَاللّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

بما كان ويكون، أي: عن علم بما كان منهم خلقهم، لا عن جهل؛ إذ خلقه إياهم ليس لمنافع نفسه وحاجته، إنما خلقهم لحاجتهم ومنافعهم {حَكِيمٌ} وضع كل شيء موضعه.

ويحتمل: {عَلِيمٌ}: بما كان من هَؤُلَاءِ من التكذيب لرسول اللّه والكفر بآياته، {حَكِيمٌ} أي: فيما جعل عليهم من القتل والتعذيب والخزي كأنه وضع الشيء موضعه.

﴿ ١٥