٧٨

وقوله: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللّه يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّه عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٧٨)

يحتمل هذا وجهين:

أن قد علموا أن اللّه يعلم سرهم ونجواهم؛ لكثرة ما يطلع رسوله على ما أسروا من الخلاف له وذكرهم السوء في رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.

والثاني: ألم يعلموا أي: الذين نافقوا أن يعلموا أن اللّه يعلم سرهم ونجواهم، فيطلع رسوله على سرهم ونجواهم فيتركوا الطعن في رسول اللّه، وذِكْرِ ذلك والخلاف له.

وقوله: {وَأَنَّ اللّه عَلَّامُ الْغُيُوبِ}.

أي: علام بالغيوب التي غابت عن الخلق، وإلا ليس شيء يغيب عنه، ما غاب عن الخلق وما لم يغب عنده بمحل واحد. أو {عَلَّامُ الْغُيُوبِ}، أي: علام بما يكون أبدًا في جميع الأوقات التي تكون. وفيه دلالة أنه عالمًا بما في الضمائر والسرائر وما كان غائبًا عن الخلق والغيب: هو ما علم أنه يكون له أنه كان ولم يزل عالمًا؛ لما ذكرنا.

﴿ ٧٨