| ٨٨وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} يقول - واللّه أعلم -: إن الرسول والذين حققوا الإيمان والتصديق جاهدوا بأموالهم وأنفسهم، أي: بذلوا أنفسهم وأموالهم لنصر دين اللّه، وإظهار سبيله، ولم يبخلوا كما بخل أهل النفاق في بذل أموالهم وأنفسهم في نصر دينه بالمجاهدة مع أعدائه، ولم يحققوا الإيمان والتصديق؛ أخبر أن للمؤمنين الذين حققوا الإيمان والتصديق، وبذلوا أنفسهم وأموالهم، وجاهدوا بها في نصر دين اللّه، وإظهار سبيله - لهم الخيرات. قَالَ بَعْضُهُمْ: {لَهُمُ الْخَيْرَاتُ}: بالذكر في الدنيا، والثناء الحسن، وسلوك الناس طريقهم، وفي الآخرة الثواب والجزاء. وقيل: الخيرات في الآخرة؛ لما بذلوا أنفسهم وأموالهم في نصر دينه، والمجاهدة مع عدوه. وقيل: الخيرات: الحور العين؛ كقوله: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ}، واللّه أعلم. {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. المفلح: هو الذي يظفر بحاجته؛ يقال: قد أفلح، وقد ذكرنا هذا فيما تقدم. | 
﴿ ٨٨ ﴾