١١٠وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠) قَالَ بَعْضُهُمْ: {بَنَوْا رِيبَةً}، أي: حسرة وندامة. وقَالَ بَعْضُهُمْ: ريبة: أي شكًّا وريبًا. ومن قال: حسرة وندامة، فهو على وجهين: الأول: يحتمل: أنهم تابوا وندموا على ما صنعوا. والثاني: يحتمل: حسرة وندامة؛ لما افتضحوا بما صنعوا، وبما أرادوا بقوله: {وَاللّه يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}. ومن قال: شكَّا ونفاقًا {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} إلى الممات، أي: هم على الشك والنفاق إلى الموت، وهو كقوله: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}. وأصل الريبة: التهمة؛ يقال: فلان مريب: إذا كانت به تهمة. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ}. هذا -أيضًا- على وجهين: أحدهما: على التمثيل أن الخوف والحزن إذا بلغ غايته؛ يقال: فلان متقطع القلب |
﴿ ١١٠ ﴾