٩

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً} قيل: سعة في المال ونعمة.

{ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ} إياسه ذهاب ذلك المال عنه ونزعه منه عن العود ذلك إليه ويقنطه، والإياس قد يكون كفرا؛ كقوله: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّه إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

ويحتمل قوله: {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} في حال ذهاب النعمة، والكَفُور في حال النعمة والسعة، كفور لما رأى نزع ذلك المال والسعة منه جورا وظلمًا فهو كفور.

وعن ابن عَبَّاسٍ قال: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ} يعني الكافر، {مِنَّا رَحْمَةً} يقول: نعمة العافية وسعة في المال وما يسر به، {ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ} يعني الرحمة {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ} ويعني قنوط آيس وأقنطه من رحمة اللّه؛ وهو كقوله: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}.

﴿ ٩