١٠(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) الفرح هو الرضا؛ كقوله: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي: رضوا بها. وقيل الفرح: البطر يبطر في حال السعة والرخاء؛ كقوله: {إِنَّ اللّه لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} والفرح فد يبلغ كفرا، ويكون الفرح سرورا ولا يكون كفرا. فخور: يفتخر على الفقراء بالمال الذي أعطي، أو يفتخر على الأنبياء والرسل بالتكذيب، وكذلك كان عادة رؤسائهم أنهم كانوا ذوي مال وسعة، فلا بد يرون الرسالة تكون فيمن دونهم في المال والسعة؛ كقولهم: {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}؛ وكقولهم: {نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا}، ونحوه. ويحتمل قوله: {لَيَئُوسٌ} في حال الشدة، كفور للّه في نعمه في الرخاء وأصل ذلك، أنهم كانوا لا ينظرون في النعم إلى من أنعم عليهم، إنما ينظرون إلى أعين النعم وأنفسها؛ لذلك حملهم نزع ما أعطوا منهم على الإياس والقنوط، وإعطاؤها إياهم على الكفران والفرح والفخر، ولو نظروا في تلك النعم إلى المنعم لم يقع لهم إياس عند النزع، ولا الكفران والفرح عند النيل، بل يصبرون عند النزع من أيديهم ويشكرون للمنعم عليهم في حال النيل. |
﴿ ١٠ ﴾