١١

ثم استثنى فقال: (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (١١) قال بعض أهل التأويل: إلا الذين صبروا على البلايا والشدائد وعملوا الصالحات يعني: الطاعات ويشبه أن يكون

 قوله:، {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} أي: آمنوا على ما ذكر في غير واحد من الآيات: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}؛ كقوله: (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، ويكون قوله: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} وعن المعاصي فلم يرتكبوها، {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أي: الطاعات والإيمان نفسه هو اعتقاد الانتهاء عن المعاصي كلها، والاتقاء عن جميع ما يدخل نقصًا فيها وإتيان الطاعات جميعًا، وهكذا يعتقد كل مؤمن أن يتقي وينتهي كل معصية، ويأتي بكل طاعة ويعمل بها، هذا اعتقاد كل مؤمن وحقيقة الوفاء بذلك كله.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}: يشبه أن يكون قوله: {لَهُم مغْفِرَة} لما ارتكبوا على الصغائر من الذنوب، وانتهوا عن الكبائر منها، {وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} على ما أتوا وعملوا من الكبائر من الطاعات.

ويحتمل قوله {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} الستر في الدنيا ستر عليهم تلك الذنوب في الدنيا فلم يطلع عليها الخلق {وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} بما أظهر منهم ما كان من الطاعات والخيرات حتى نظر الناس إليهم بعين تعظيم بما ظهر منهم من الخيرات وخفي عليهم ما ارتكبوا من المعاصي.

هذا التأويل يكون في الدنيا، والأول في الآخرة.

﴿ ١١