٢٠وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠) أي: باعوه بثمن بخس {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}. قَالَ بَعْضُهُمْ: البخس: هو النقصان؛ أي: باعوه بثمن لا يباع مثله بمثله. وقَالَ بَعْضُهُمْ: البخس هو الظلم؛ باعوه ظلمًا، وأخذوا ثمنه ظلمًا؛ لأنهم باعوا حرًّا، وبيع الحر حرام، وأخذوا ثمنه ظلمًا حرامًا؛ لأن ثمن الحرّ حرام. وقَالَ بَعْضُهُمْ: {بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ} أي: دراهم مبهرجة وزيف. {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} أي: كانت السيارة في يوسف من الزاهدين؛ حيث باعوه بثمن الدون والنقصان بما لا يباع مثله بمثل ذلك الثمن؛ خشية أن يجيئهم طالب؛ لما علموا أن مثل هذا لو كان مملوكًا لا يترك هكذا لا يطلب، فباعوه بأدنى ثمن يكون لهم، لا كما يبيع الرجل ملكه على رغبة منه؛ خشية الطلب والاستنقاذ من أيديهم. وقال عامة أهل التأويل: قوله: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ}: إن إخوة يوسف هم الذين باعوه من السيارة {بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، أي: لم يعرفوا منزلته ومكانه. والأول أشبه. وقوله: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}. أي: كانوا في شرائه من الزاهدين؛ لما خافوا ذهاب الثمن إن كان مسروقًا. |
﴿ ٢٠ ﴾