٦١

 وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (٦١)

هذا الكلام في الظاهر ليس هو جواب قول يوسف؛ حيث قال: {ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} وجوابه أن يقولوا له: نأتي به أو لا نأتي، فأما أن يجعل قولهم: (سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ {وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} جوابا له؛ فلا يحتمل مع ما أن في قلوبهم سنراود عنه اضطراب؛ يملكون أو لا يملكون.

قولهم: {وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ}.

على القطع؛ لكن يشبه أن يخرج على وجهين:

أحدهما: على الإضمار؛ سنراود عنه أباه فإن أذن له وإنا لفاعلون ذلك.

أو على التقديم والتأخير يكون جواب قوله: {ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} في قولهم: {وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} كأنه لما قال لهم يوسف: ائتوني بأخ لكم من أبيكم قالوا إنا لفاعلون، ثم قالوا فيما بينهم: سنراود عنه أباه.

على هذين الوجهين يشبه أن يخرج واللّه أعلم.

وقوله: {سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ}.

قال أَبُو عَوْسَجَةَ: المراودة: الممارسة، وهي شبه المخادعة، وهي المعالجة. وقيل: سنراود: أي سنجهد وسنطلب.

﴿ ٦١