٥وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (٥) أي: ما تسبق أمة عن أجلها الذي جعل اللّه لها بالإهلاك، وما تستأخر عنه، وهو ما قال: {لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} أي: ما يستأخرون ساعة عن الوقت الذي جعل لهم ولا يستقدمون. فهذا ينقض على المعتزلة قولهم؛ حيث قالوا: إن اللّه يجعل لخلقه آجالا، ثم يجيء آخر فيقتله قبل الأجل الذي جعله له، واللّه يقول: {لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}، وقال: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ}، يخبر أنه لجاءهم العذاب؛ لولا ما جعل من أجل مسمى؛ قد وعد جل وعلا أن يفي بما وعد؛ من البلوغ إلى الأجل الذي سمى. وعلى قول المعتزلة: لا يملك إنجاز ما وعد؛ لأنه يجيء إنسان؛ فيقتله؛ فيمنع اللّه عن وفاء ما وعد، فذلك عجز وخلف في الوعد، فنعوذ باللّه من السرف في القول، والزيغ عن الحق. |
﴿ ٥ ﴾