٣

وقوله: {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} هو دون قوله: (. . . لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا {كَبِيرًا}، في الذكر لكنه صار مثله بقوله: (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (٣) لا يخرجون منه أبدًا، وهم مقيمون فيه.

ثم يحتمل وجهين:

أحدهما: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}، أي: لا تأخذهم سآمة ولا ملالة فيه؛ فيريدون التحول منه إلى غير؛ على ما يكون في الشاهد: أنه يسأم المرء ويمل من طعامٍ - وإن كان رفيعًا -

 ويرغب فيما دونه، وهو ما قال: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا}.

والثاني: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}؛ لأن خوف الخروج والزوال عن النعمة [ينغص النعمة على صاحبها] (١)، وهو ما قال {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}؛

وقال: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

﴿ ٣