٤وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللّه وَلَدًا (٤) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ... ) هذا يحتمل وجهين: أحدهما: أي: يعلمون أنه لم يتخذ ولدًا، ولكن يقولون ذلك على العلم منهم كذبًا وزورًا؛ كقوله: (وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللّه وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) أي: أشرك ما أعلم منه: ليس هو لشريك له، وكقوله: {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّه بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ} أي: أتنبئون اللّه بما لا يعلم أنه ليس على ما تقولون. والثاني: يحتمل قوله: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}، أي: عن جهلهم يقولون ما يقولون من الولد والشريك لا عن علم؛ تقليدًا لآبائهم؛ لأنهم ليسوا بأهل كتاب يعرفون به، ولا كانوا يؤمنون بالرسل، وأسباب العلم هذان: الكتاب والرسل، فما قالوا إنما قالوا عن جهل لا عن علم، وكذلك آباؤهم، فإن كان على هذا، ففيه دلالة أن من قال شيئًا عن جهل فإنه يؤاخذ به حيث قال: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا. . .} الآية. |
﴿ ٤ ﴾