٥

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ... (٥)

أي: كبرت وعظمت تلك الكلمة التي قالوها على من عرف اللّه حق المعرفة حتى كادت السماوات والأرض أن تنشق؛ لعظم ما قالوا في اللّه كقوله: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ. . .} الآية.

وقوله: {إِنْ يَقُولُونَ}:

أي: ما يقولون إلا كذبًا، ثم تكلم أهل الأدب في نصب {كَلِمَةً}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: انتصب على المصدر، أي: كبرت كلمتهم التي قالوها كلمة؛ كقوله: {وَكَلَّمَ اللّه مُوسَى تَكْلِيمًا}.

وقال قطرب: هو على الوصف؛ كما يقال: بئس رجلًا، ونعم رجلًا؛ على الوصف به، وذلك جائز في اللغة فعلى ذلك هذا.

وقال الخليل: إنما انتصب، لأنها نعت لاسم مضمر معرفة، وهو بمنزلة قوله: {سَاءَ مَثَلًا}، وإنَّمَا كان نعتا لاسم مضمر؛ لأنه قال: (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوْا (١) في المطبوع [ينقص النعمة على صاحبها] والتصويب من (بحر العلوم للسمرقندي. ٢/ ٣٦٥). اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).

 اتَّخَذَ اللّه وَلَدًا)، فهذا القول هو فرية، فتأويله: كبرت الفرية كلمة.

وقد قيل: كبرت المقالة كلمة، وهو ما ذكرنا، واللّه أعلم.

وقوله: - عَزَّ وَجَلَّ - {تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}:

أي: كَبُرَتْ كَلِمَةً: تكلموا بها.

أو يقول: كَبُرَتْ كَلِمَةً تتكلمونها.

﴿ ٥